مرتكزات الدعوة
مرتكزات الدعوة
إن كونفوشيوس الذي عاش في مجتمع يسوده الإقطاع والفوضى وتمزقه الحروب وعدم انتظام الحياة العامة بشكل سليم، كان يدعو إلى احترام الإنسان، ومن أجل ذلك دعا لاقتران السياسة بالأخلاق، وأساس فلسفته إقامة نظام سياسي اجتماعي على أساس من المنطق السليم والمبادىء العقلية السليمة، وهذا النظام السياسي يتخذ أساسه من الأخلاق.
ركّز كونفوشيوس على دور التربية والتعليم لتنشئة الأجيال وإعدادها، والتربية عنده يجب أن تغرس الشعور بالمسؤولية، وروح العمل الجماعي، أما التعليم فيجب أن يكون شاملاً، ومن المتعلمين يجب أن يتم اختيار أصحاب المناصب الإدارية الحساسة، فالتعليم هو المعيار عنده لا الانتماء الاجتماعي.
والكونفوشية لم تبحث عن قيم ومثل في غير عالمنا المعاش، ولم تطلب ما لا يمكن للطبيعة البشرية أن تحققه، ولكنها ترسم أنماطاً من السلوك المبني على الطبيعة الإنسانية وإمكانيات هذه الطبيعة، والنظام الأخلاقي والسلوكي عند الكونفوشيين يقوم على الوسطية والاعتدال بلا إفراط أو تفريط، والعلاقات هذه تقوم على ركائز خمس: هي علاقة الأمير بالرعية، وعلاقة الابن بأبيه، والأخ الأكبر بأخيه الأصغر، وعلاقة الزوج بزوجته، وعلاقة الصديق بصديقه.
لقد توصل كونفوشيوس إلى قناعة مفادها أن مشكلات الشعب تنبع من السلطة الحاكمة التي تمارس من غير مبدأ أخلاقي، ويهمها مصلحة الحاكم ورفاهيته، والصحيح عنده أن تدار الحكومة بشكل يحقق مصالح الناس جميعاً، وهذا لا يكون إلاّ إذا كان أعضاء الحكومة من المتميزين بأكبر قدر من الاستقامة الشخصية، ولذلك رأى أن أخلاق الحاكم تظهر في:
احترام الأفراد الجديرين باحترامه، التودّد إلى من تربطهم به صلة قربى وقيامه بالتزاماته حيالهم، معاملة وزرائه وموظفيه بالحسنى، اهتمامه بالصالح العام، مع تشجيعه للفنون النافعة والنهوض بها، العطف على رعايا الدول الأخرى المقيمين في دولته، وتحقيق الرفاهية لأمراء الأمبراطورية ولعامة أفرادها.
رغم الطابع الإنساني للكونفوشية فإن الموقف من المرأة لم يكن إيجابياً وينسب لكونفوشيوس قوله: "إحذر لسان المرأة، إنك ستلدغ منه إن عاجلاً أو آجلاً واحذر زيارة المرأة إنها ستصيبك إن عاجلاً وإن آجلاً".
أما بالنسبة للعلاقات الوالدية، فقد قالت الكونفوشية بولاء الأبناء "هسياو" وهو فضيلة توقير العائلة واحترامها. فأولاً وقبل كل شيء يتم توقير الأبوين لأن الحياة نفسها متولدة عنهما، وفي غمار إظهار التوقير للوالدين من المهم حماية الجسم من أن يلحق به أذى حيث إن الجسم من الأبوين ومن هنا، فإن حماية الجسم هي تكريم للأبوين
اباذر- Admin
- الجنس : عدد الرسائل : 66
تاريخ التسجيل : 16/02/2009