منتديات شباب الغاضرية
العبادات والهياكل 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتديات شباب الغاضرية
سنتشرف بتسجيلك
شكرا العبادات والهياكل 829894
ادارة المنتدي العبادات والهياكل 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات شباب الغاضرية
العبادات والهياكل 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتديات شباب الغاضرية
سنتشرف بتسجيلك
شكرا العبادات والهياكل 829894
ادارة المنتدي العبادات والهياكل 103798
منتديات شباب الغاضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العبادات والهياكل

اذهب الى الأسفل

العبادات والهياكل Empty العبادات والهياكل

مُساهمة من طرف اباذر الثلاثاء أبريل 28, 2009 12:31 am

العبادات والهياكل 825651

كان الصينيون قبل كونفوشيوس يعبدون السماء ويقدسونها، وكانوا يقدسون الأسلاف ويعبدونهم، وعندما جاء كونفوشيوس وأرسى أسس هذه العبادة استقبل الصينيون عموماً دعوته، وكان لها انتشار سريع في أرجاء البلاد كافة؛ لأنها وافقت مزاجهم، والتزمت منتجات تراثهم الديني.

وقد عرف واقع الصين انتصار وسيادة "الكونفوشية، وعبادة الأسلاف على كثير من الديانات المنافسة لهما، وقاومتا هجمات كثيرة من أعدائهما، وخرجتا ظافرتين من صراع دام عشرين قرناً، لأن الصينيين يشعرون بأنه لا غنى عنهما للاحتفاظ بالتقاليد القومية السامية التي أقامت الصين عليها حياتها. وكما كانت هاتان الديانتان هما الضمانتين الدينيتين لهذه الحياة، فكذلك كانت الأسرة هي الوسيلة الكبرى لدوام هذا التراث الأخلاقي. فقد ظلّ الأبناء يتوارثون عن الآباء قانون البلاد الأخلاقي جيلاً بعد جيل حتى أصبح هذا القانون هو الحكومة الخفية للمجتمع الصيني".

إن هذا النسيج العقدي الموحد للصينيين هو الذي أسهم في صياغة وحدة دينية وقومية جعلت مجتمعهم متماسكاً في الظروف وأمام التحديات كافة. وكانت رأس العبادات عندهم تتمثل بالاحتفالات السنوية الضخمة التي تقام بأمر من الأمبراطور وبمشاركته، وتقدم فيها القرابين للسماء بوصفها تشير عندهم إلى إرادة الإله. يقول ول ديورانت وهو يصف هذا الاحتفال السنوي: "كان من الأصول المقررة في الديانة الكونفوشية، الاعتراف بالشانج ـ تي، أي القوة العليا المسيطرة على العالم، وكان الأمبراطور في كل عام يقرِّب القربان باحتفال عظيم على مذبح السماء لهذا المعبود المحرر. وقد خلا هذا الدين الرسمي من كل إشارة للخلود، فلم تكن السماء مكاناً بل كانت إرادة الإله أو نظام العالم".

لقد آمن الكونفوشيون كمن قبلهم من الصينيين بإرادة عامة تخلق وتسيِّر المخلوقات أطلقوا عليها اسم السماء، بعد عبادة السماء هذه تحل في مرتبة تالية عبادة الأسلاف، وعبادة الأسلاف هذه جعلت ثمة خصوصية عائلية في طقوس العبادات، وإقامة المعابد، حيث أقامت كل عائلة هياكلها ومعابدها الخاصة، وكثيراً ما كانوا يجعلون هذا المعبد أو الهيكل، وهو عندهم "البجودة"، لتخليد ذكرى مؤسس العائلة أو من كان في تاريخها الأكثر بروزاً. "إن عبادة الأسلاف هذه أضحت القسم المكوِّن الرئيسي للمعتقدات والطقوس الصينية، رغم أنها ليست ديناً رسمياً في الصين، فكان لكل عائلة معبدها العائلي الخاص أو مصلاّها، حيث تقام فيه طقوس العبادة العائلية في وقت محدد، ولكل سلالة ـ شي ـ معبدها العشائري للأسلاف (مياو ـ أوتزون ـ مياو) وكثيراً ما يدعى الآن نصيتان، مكرس الأوائل من أنشأ السلالة المعنية.

إن لكل مجموعة عشائرية أكثر كبراً ـ سين (عائلة) ـ كان لها معبد بدورها مكرس لأول رئيس عام للعائلة. أما القرابين والصلوات في هذه المعابد فكان يقيمها إما رأس العائلة أو الأكبر سناً في العشيرة".

إن عبادة الأسلاف لها مواسمها ومناسباتها وطقوسها، وحسب ما هو سائد في الكونفوشية، فإنه "يحدث التوجه بصلوات مشابهة إلى الأسلاف عند حدوث وقائع عائلية أخرى، وخلال الأعياد وفي أيام محددة من السنة، ففي أواسط كل شهر من أربعة شهور من السنة مثلاً (أرباع السنة) ينبغي تقديم قربان عائلي. وقبل فترة وجيزة على حلول الموعد يتقدم رب العائلة من معبد الأسلاف، ويجثو على ركبتيه أمام اللوحات المخرجة من الخزائن وهو يتلو: أنا العابد الحفيد فلان الفلاني، اليوم وبمناسبة حلول أواسط الفصل كذا، أود تقديم قربان لكم، أيها المرحومون إلى القريب والجدِّ، وجدِّ الجدِّ، وجدِّ جدِّ الجدِّ، وإلى القريبة، الجدَّة، وجدَّة الجدَّة، وجدَّة جدَّة الجدَّة، وأملك الجرأة لنقل لوحكم الخشبي إلى قاعة المنـزل لأدعو أرواحكم لتنعم هناك بقبول القرابين التي ستقدم مع فائق التبجيل".

هكذا ترتبط طقوس الكونفوشيين إذن بالأسلاف، وكذلك هياكلهم "البجودات" والكلمة مشتقة من كلمة هندية هب بت ـ كده؛ أي بيت الأصنام. وتنتشر الهياكل في الصين بشكل واسع، وفي استعراض واقع هذه الهياكل وانتشارها نسجل ما يلي: إن "أقدم البجودات التي لا تزال قائمة حتى الآن البجودة القائمة في سونج إيورسو، والتي شيِّدت عام 523م على جبل سونج شان المقدس في هونان، ومن أجملها البجودة الصيفية، وأروعها منظراً بجودة اليشب في بيجنج، وبجودة المزادة في (وو ـ واي ـ شان)، وأوسعها شهرة برج الخزف في ناتكنج وقد شيِّد في عام (1412م ـ 1431م) ويمتاز بطبقة من الخزف فوق جدرانه المقامة من الآجر، وقد دمر هذا البرج في ثورة تاينيج التي استعرت في عام 1854م.

وأجمل الهياكل الصينية هي التي مخصصة للديانة الرسمية في بينجنج (بيكنج). ومن هذه الهياكل كونفوشيوس... ولكن الهيكل نفسه يخلد الفلسفة أكثر مما يخلد الفن، وقد شيِّد في القرن الثالث عشر الميلادي، ثم أدخلت عليه عدة تعديلات وأُعيد بناء بعض أجزائه عدة مرات".

ولكن هذه الهياكل "البجودات" المنتشرة في الصين، ومعظمها يرتبط بعبادة الأسلاف أو على الأقل أبرزهم، لم تخل من مظاهر القداسة لكونفوشيوس حيث كان ولا تزال تقدم القرابين أو تقام الطقوس مرة بعد مرة تخليداً لذكراه، هكذا إذن تكاثرت الهياكل فمنها ما يكون للأسلاف ومنها ما يكون لكونفوشيوس.

وهناك وجه آخر للعبادة والتقديس عندهم يرتبط بعبادة السماء بوصفها الإرادة العامة للخلق وتسيير الكون، وبعبادة الأسلاف، ونشدان الاستقرار في المجتمع حسبما وجه كونفوشيوس إنه تقديس الأباطرة واعتبارهم من سلالات الآلهة على الطريقة اليابانية تماماً.

عند هذه النقطة أقام كونفوشيوس ربطاً وثيقاً بين السماء والشعب والحاكم. فرغبة الشعب ترتبط برغبة الإله الذي هو السماء، وفي الوجه السياسي تقوم الكونفوشية على أساس الحكم والسلطة الموجودين في قبضة الأباطرة الذين هم ليسوا أكثر من تفويض وتوكيل إلهي الطابع، فالأباطرة يحكمون بإرادة السماء لكن هذه السلطة المفوضة من السماء للحاكم إنما مسخرة بالكامل لمصلحة الشعب والمجتمع، فالأمبراطور عندهم من نسل الآلهة، ووكيل السماء في منصبه السلطوي، لكن ما يمارسه ينبثق من إرادة سماوية تلتقي مع إرادة الشعب في تحقيق مصلحة المجتمع واستقراره.

وكونفوشيوس، كمن سبقه من فلاسفة الصين، قال بانتظام الأمور الكونية وشؤون المجتمع وفق قوانين لها صفة الثبات، والتغيير ليس مطلباً قريب المنال، ويؤثر عن كونفوشيوس أنه قال مرة، وهو على ضفة نهر، العبارة التالية: "كل شيء يجري كما تجري هذه المياه، لا شيء يتوقف، لا النهار ولا الليل، من لا يعرف إرادة السماء لا يصبح حكيماً".

وعلى ضوء ذلك فإن الفلسفة الكونفوشية كما يقول ول ديورانت: هي " أهم ما يواجه المؤرخ لبلاد الصين، ذلك أن كتابات معلمها الأكبر ظلّ جيلاً بعد جيل النصوص المقررة في مدارس الدولة الصينية، يكاد كل صبي يتخرج في تلك المدارس أن يحفظها عن ظهر قلب، وتغلغلت النزعة المتحفظة القوية التي يمتاز بها الحكيم القديم في قلوب الصينيين، وسرت في دمائهم، وأكسبت أفراد الأمة الصينية كرامة وعمقاً في التفكير لا نظير لهما في غير تاريخهم أو في غير بلادهم، واستطاعت الصين بفضل هذه الفلسفة أن تحيا حياة اجتماعية متناسقة متآلفة، وأن تبعث في نفوس أبنائها إعجاباً شديداً بالعلم والحكمة، وان تنشر في بلادها ثقافة مستقرة هادئة أكسبت الحضارة الصينية قوة أمكنتها من أن تنهض من كبوتها، وتسترد قواها بعد الغزوات المتكررة التي اجتاحت بلادها".

هذه الكونفوشية تغلبت على النزعة الشيوعية والنزعة الاشتراكية اللتان طرأتا عليها في القرنين السابقين للميلاد وانتصرت عليهما. كما أنها استطاعت أن تصهر البوذية بالقالب الكونفوشي الصيني وتنتج بوذية صينية خاصة متميزة عن البوذية الهندية الأصلية، ولذلك فهي لا تزال كامنة في روح الشعب الصيني على الرغم من السيطرة السياسية للشيوعيين. والديني لكنها ما تزال الأمر الذي قد يؤدي إلى تغيير ملامح الشيوعية الماركسية في الصين
اباذر
اباذر
Admin

الجنس : ذكر عدد الرسائل : 66
تاريخ التسجيل : 16/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى