ولادة الامام موسى بن جعفر عليه السلام
ولادة الامام موسى بن جعفر عليه السلام
وكان مقامه عليه السلام مع أبيه عشرين سنة، ويقال تسع عشرة سنة وبعد أبيه الصادق عليه السلام أيام إمامته خمس وثلاثون سنة وقام بالأمر وله عشرون سنة.
امامته
وكان في سني إمامته بقية ملك المنصور ثم ملك المهدي عشر سنين وشهراً وأياماً، ثم ملك الهادي العباسي سنة وخمس عشرة سنة ثم ملك الرشيد ثلاثاً وعشرين سنة وشهرين وسبعة عشر يوماً.
ألقابه
أما ألقابه وكنيته عليه السلام موسى بن جعفر الكاظم الإمام العالم وكنيته أبوالحسن وأبوالحسن الماضي وأبوإبراهيم وأبوعلي، ويعرف بالعبد الصالح والنفس الزكية وزين المجتهدين والوفي والصابر والأمين والزاهد وسمي بذلك لأنه زهد بأخلاقه الشريفة وكرمه المضي التام، ومن أشهر ألقابه عند الشيعة باب الحوائج لما له من كرامات عظيمة، وسمي الكاظم لما كظمه من الغيظ وغض بصره عن الظالمين حتى مضى قتيلاً في حبسه.
صفته ونسبه
وصفه إبن الصباغ بقوله:
" هو الإمام الحبر الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً، المسمى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً " .... وكان إذا بلغه عن رجل أنهُ يؤذيه بعث إليه بمال.
وهو موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين إبن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب، مولده بالأبواء، حيث دفنت آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وآله وذلك سنة 128 هـ، وأمه أم ولد تسمى حميدة البربرية (من البربر من شمال إفريقية).
كنيته: أبو الحسن. وألقابه كثيرة أشهرها: الكاظم، الصابر، الصالح والأمين.
و قال المفيد في الإرشاد : كان موسى بن جعفر عليه السلام أجل ولد أبي عبد الله قدرا و أعظمهم محلا و أبعدهم في الناس صيتا و لم ير في زمانه أسخى منه و لا أكرم نفسا و عشرة و كان أعبد أهل زمانه و أورعهم و أجلهم و أفقههم و اجتمع جمهور شيعة أبيه على القول بإمامته و التعظيم لحقه و التسليم لأمره و رووا عن أبيه عليهالسلام نصا عليه بالإمامة و إشارة إليه بالخلافة و أخذوا عنه عالم معالم دينهم
كان الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) في الرابعة من عمره عندما تهاوت أركان السلطة الأموية المتعسفة الظالمة.
ان السياسة العنصرية التي كان يتبعها الأمويون والظلم والسلب والنهب والأساليب القاسية لحكومتهم قد أثارت الناس فاخذوا يطالبون بإيجاد الحكومة الإسلامية العادلة التي تتمثل بخلافة أمير المؤمنين(عليه السلام) ، فثار الناس ضد الأمويين، واستغل بعض السياسيين هذه العواطف الجماهيرية وحبّ الناس لآل علي (عليه السلام) فاسقطوا الحكم الأمويّ بمساعدة أبي مسلم الخراساني بهدف إيصال الحق إلى صاحبه، ولكنهم بدل ان يسندوا الخلافة إلى الإمام السادس جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أعطوها لأبي العباس السفاح العباسي، وهم في الواقع قد أجلسوه على عرش السلطنة والملكية ( لقد اقدم دعاة الثورة ضد الأُمويين على خيانة عظيمة حيث قدموا العباسيين مكان العلويين، فحالوا دون عودة الخلافة إلى أهلها الحقيقيين.
فأبو سلمة وأبو مسلم الخراساني كانوا في البداية يدعون الناس إلى آل علي، إلا انهم منذ البدء كانوا يتآمرون من تحت الستار ليشيدوا قصر سلطنة العباسيين، ومن هنا فان الإمام الصادق (عليه السلام) لم يلتفت إليهم بما كان يتمتع به من رؤية سياسية مستقبلية عميقة، فقد كان يعلم ان هؤلاء لم ينهضوا لنصرته وانما هم يخططون لشيء آخر.
عاصر (عليه السلام) خلال عمره الشريف خلافة كل من أبي العباس السفاح والمنصور الدوانيقي والهادي والمهدي وهارون العباسي, وتحمل خلالها ألوان الظلم والضغط والإرهاب.
ومات أبو العباس السفاح في عام 136 فجلس مكانه اخوه المنصور الدوانيقي، وبنى مدينة بغداد وقتل أبا مسلم الخراساني، ولما استحكمت خلافته لم يتورع عن قتل وسجن وتعذيب أبناء علي ومصادرة اموالهم، ولم يتوقف عن ذلك لحظة واحدة، وعلى يد هذا الظالم تمت تصفية كبار رجال هذا البيت الكريم، وعلى رأسهم الإمام الصادق (عليه السلام(
وخلال خلافة المهدي طار صيت الإمام (عليه السلام) ولمع نجمه في سماء الفضيلة والتقوى والعلم والقيادة، فأخذ الناس يتجهون إليه زرافات ووحدانا بصورة خفية ويروون عطشهم المعنوي من ذلك المنبع الفياض.
وبدأ جواسيس المهدي ينشطون فكتبوا إليه تقريرين عن هذه النشاطات السرية فخاف على سلطته وأمر بنقل الإمام من المدينة إلى بغداد والقائه في السجن
وفي هذه السفرة عندما جاء المهدي بالإمام إلى بغداد وأودعه السجن، فقد رأى في المنام الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يخاطبه بهذه الآيةالكريمة:
)فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) ( سورة محمد الآية 22(
يقول الربيع :
أرسل المهدي خلفي في منتصف الليل واحضرني، فأسرعت إليه مستولياً عليّ الخوف فوجدته يردد هذه الآية: ( فهل عسيتم...).
ثم قال لي : جئني بموسى بن جعفر من السجن. فذهبت وجئت به، فنهض المهدي من مكانه وقبله واجلسه إلى جانبه وحكى له منامه.
وبعد ذلك اصدر امره باعادة الإمام إلى المدينة. يقول الربيع: كنت اخشى ان تحدث بعض الموانع فأسرعت في نفس تلك الليله لتوفير مستلزمات سفر الإمام، فلم يصبح الصباح حتى كان الإمام في طريقه إلى المدينة...)
وواصل الإمام في المدينة نشاطه في ارشاد الناس وتعليمهم وتهيئة الشيعة على الرغم من وجود الضغوط الشديدة من البلاط العباسي، واستمر هذا الوضع حتى هلك المهدي عام ( 169 ) ، فأجلس مكانه ابنه الهادي على عرض الملك والسلطنة.
وقد سار الهادي ـ على العكس من أبيه ـ بسيرة لا تعير للديمقراطية اية اهمية، فشدد الأُمر على ابناء علي بصورة علنية ، وحتى انه قطع تلك الصلات التي عينها لهم ابوه ، وأشنع ما قام به من اعمال هو تنفيذ فاجعة الفخ المؤلمة.
وقد سار الهادي ـ على العكس من أبيه ـ بسيرة لا تعير للديمقراطية اية اهمية، فشدد الأُمر على ابناء علي بصورة علنية ، وحتى انه قطع تلك الصلات التي عينها لهم ابوه ، وأشنع ما قام به من اعمال هو تنفيذ فاجعة الفخ المؤلمة.
فتصدى لهم جنود الهادي، وحاصروهم في مكان يسمى بـ ( الفخ ) وهاجوهم فاستشهد الحسين مع رفقائه، وهكذا تكررت فاجعة تشبه فاجعة كربلاء، فقطعت رؤوس جميع الشهداء وجيء بها إلى المدينة، وراحوا يعرضونها في مجلس يضم ابناء الإمام علي (عليه السلام) ومن جملتهم الإمام الكاظم (عليه السلام) فخيم الصمت على الجميع ولم ينطق أحد بكلمة سوى الإمام الكاظم (عليه السلام) فإنَّه لما شاهد رأس الحسين بن علي قائد نهضة الفخ قال:
)) إنّا لله وإنّا إليه راجعون، مضى والله مسلماً صالحاً صوّاماً قوّاماً آمراً بالمعروف وناهيا عن المنكر ما كان في أهل بيته مثله((
وبغضِّ النظر عن أخلاق الهادي السياسية فقد كان من ناحية الخصال الفردية رجلاً منحطاً شارباً للخمر حاضراً في مجالس اللهو والطرب أيضاً.
ففي إحدى المرات منح يوسف الصيقل ما يعادل حمل بعير من الدراهم والدنانير لأنَّه غنّى بعض أبيات من الشعر بصوت جميل عذب.
يقول ابن داب النامي : ذهبت إلى الهادي يوماً فوجدت عينيه قد احمرّتا نتيجة لشرب الخمر وطول السهر، فطلب مني أن أحكي له قصة في مجال شرب الخمر، فذكرتها له ضمن أبيات من الشعر، فسجل الشعر عنده وأعطاني أربعين ألف درهم.
فعندما مات الهادي في عام (170) أصبح هارون ملك المسلمين بعده وفي ذلك الزمان كان عمر الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) (42( عاماً.
وتعدّ مرحلة هارون ذروة الاقتدار والتعسف والسلب والنهب العباسي
اباذر- Admin
- الجنس : عدد الرسائل : 66
تاريخ التسجيل : 16/02/2009
» مواقف الامام عليه السلام
» ولادة الامام الحسن
» ولادة رسول الله محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم
» الإمام المهدي (عليه السلام)